أن اللغة العربية تحتل مكانة مرموقة بين سائر لغات العالم، فهي لغة القرآن الكريم، والوعاء الذي يحفظ شعائر ديننا الإسلامي الحنيف، وتراثنا الفكري العميق والخالد. ومن هنا يبرز واجب أبناء هذه اللغة الشريفة في خدمتها، والعمل على رفع مكانتها وتعزيز حضورها بين لغات العالم، بما يليق بمكانتها الرفيعة ودورها الحضاري والتاريخي. إن الحفاظ على اللغة العربية وتطويرها يتطلبان جهودًا متواصلة من العلماء والأكاديميين والمفكرين، للنهوض بها وتقديمها بأبهى صورة للأجيال القادمة.
وبمقتضى الوفاء لهذا الواجب العظيم، تقرر إقامة المؤتمر الدولي الثالث للغة العربية وآدابها، والذي يُعد مناسبة مهمة لتعزيز مكانة اللغة العربية، وتطوير أساليب تدريسها، والارتقاء بحضورها الثقافي والحضاري. وقد اختيرت مدينة مكة المكرمة، أقدس بقاع الأرض، ومهبط الوحي، لإقامة هذا الحدث العظيم، بجوار الكعبة المشرفة، رمز الوحدة والإيمان.
أما عن موضوع المؤتمر لهذا العام، فهو "اللغة العربية والتواصل الحضاري"، والذي يعكس أهمية اللغة في بناء جسور التواصل بين الحضارات والثقافات المختلفة، وتعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب. ويتطلع المؤتمر إلى مشاركة واسعة من جميع الأكاديميين، الباحثين، طلاب الدراسات العليا، المثقفين، المفكرين، والمتخصصين في مجالات اللغة، المناهج وطرق التدريس، التقنيات الحديثة، وكل المهتمين باللغة العربية، ليقدموا بحوثهم وملصقاتهم العلمية في المجالات التي تتناولها محاور المؤتمر المتنوعة والشاملة.
نأمل أن تسفر هذه البحوث عن نتائج مهمة، وأطروحات نافعة تسهم في خدمة اللغة العربية، وتطويرها بما يليق بمكانتها التاريخية والدينية، وأن يكون لهذا التجمع العلمي أثر إيجابي يدعم استمرارية تألقها وريادتها، ويعزز من مكانتها في المشهد الحضاري العالمي.